لا نعرف شعبًا في العالم أجمع أشد محافظة من الشعب المصري على تقاليده وعاداته، فقد مرت على مصر أدوار مختلفة من التاريخ غيرت لغة البلاد ودينها عدة مرات، ولكن الغزوات التي توالت لم تستطع أن تغير شيئًا مما ورثه الشعب من التقاليد والمظاهر.
قد يكون من المحتمل أن آلاف اليونان والعرب الذين استقروا في البلاد قد تمكنوا من إحداث أثر ضئيل في المدن الكبيرة التي استقروا فيها مجتمعين ، ولكن باقي البلاد التي تشمل آلاف القرى بقيت محافظة على مصريتها الثابتة وتقاليدها القديمة دون أن يعتورها نقص أو تأثر، فالفلاح الحالي لا يزال يشبه أجداده الذين عاشوا منذ أربعة آلاف سنة تمام المشابهة.