احتل الرقص مكانة كبيرة في حياة المصريين القدماء، ولم يقبلوا عليه رغبة في اللهو أو التسلية أوالترفيه عن النفس فحسب، بل اتخذوا منه سبيلاً لعبادة الخالق ووسيلة للتقرب منه، وعدوه مظهراً من مظاهر لتعبير عن سرورهم وامتنانهم بما أنعم الله به عليهم من نعم، كما لجئوا إليه عند وفاة عزيز لديهم ابتغاء إدخال السرورعلى قلب المتوفى، وطرد الأرواح الشريرة التي قد تؤذيه.
كذلك اعتبر الرقص فناً راقياً مقدساً تزاوله الآلهة وتستمتع بمشاهدته، ويمارسه الملك أو من يمثله في الاحتفالات والأعياد، ويقبل عليه الجميع يستوي في ذلك العامة والخاصة، كما أكثروا من تصويره ضمن ما صوروه من مظاهر الحياة اليومية على جدران مقابرهم، مما أتاح لنا تكوين فكرة لابأس بها عن أنواعه وحركاته ومظاهره المختلفة.