عندما كانت تنشأ مدن جديدة، امتداداً لمدن أخرى سبقتها، كانت تخصص المدينة الجديدة أولا لسكنى الوالي، أو الخليفة وحاشيته، والمقربين منه، وهذا ما فعله القائد جوهر حينما أنشأ مدينة القاهرة سنة 358هـ 969م امتداداً للفسطاط والعسكر والقطائع. فإنه أعدها لتكون دار خلافة ينزلها الخليفة وعساكره وخواصه، وهكذا كانت الحالة في أطراف المدينة حينما كان يسكنها الخلفاء أو الملوك، فإنها تكون سبباً في عمران ما حولها.
شرع جوهر في بناء سور حول المدينة، وأذن للقبائل بأن تختط كل قبيلة خطة عرفت بها، ثم أنشأ جامع القاهرة (الأزهر)، والقصر الشرقي الكبير، واحتقر الخندق في الجهة الشمالية، وقد لوحظ أن الحارات التي اختطتها القبائل كانت قريبة في الأسوار والحارات كحارات: الروم، وزويلة، والبرقية.
ومن دراسة القاهرة على ضوء ما كتب عنها، تبين أنها خططت وقسمت إلى ميادين ورحاب أمام القصور وفيما بينهما، وأمام مبانيها الرئيسية ومساجدها.