تعلم الإنسان الكتابة منذ سبعة آلاف سنة تقريبا واستطاع من ذلك الوقت أن يدون أخباره على الآثار التي تركها من بعده، وبدراسة هذه الآثار عرفنا الشيء الكثير عن أحوال الإنسان الأول، ولذا نعتبر استعمال الكتابة بدء العصور التاريخية.
أما العصور السابقة لمعرفة الكتابة فتسمى عصور ما قبل التاريخ، وهي لا شك أطول بكثير من عصرنا التاريخي بحيث لا يمكن قياسها به، وكل ما تركه الإنسان في عصور ما قبل التاريخ قاصر على حراب وأدوات وآنية كان يستخدمها في حياته اليومية، تضاف إلى هذا عظام الحيوانات التي كان يصيدها وأشياء أخرى من بقايا الكهوف التي كان يعيش فيها.
ويقسم ما قبل التاريخ إلى عصور أولها العصر الحجري، وفي أوائله كان الإنسان متوحشا يعيش على الصيد وجمع الثمار ولا يستقر في مكان واحد، ولكنه تدرج في الرقي فترك الطريقة القديمة، طريقة استخدام أسنانه وأظافره للصيد والدفاع عن نفسه، وبدأ يصنع الأواني والأدوات التي يحتاج إليها من الحجر، وفي أواخر العصر الحجري توصل الإنسان إلى إيقاد النار واستخدامها وترك عيشة التجول وتعلم الزراعة والاستقرار ، وتبادل المنافع مع بني جنسه من تكوين الهيئات الاجتماعية.