ترجع الصلة العلمية بين فلسطين ومصر إلى القرن الأول الهجري، واستمرت في العصر العباسي، مع أن العباسيين أهملوا فلسطين لأسباب سياسية، ولكنها ازدادت توثقًا في عهد الفاطميين والدولة الأيوبية والمماليك، وفي العهد التركي انتقلت المراكز العلمية إلى الأناضول والروملي، وضعفت مراكز العلم الإسلامية في فلسطين.
غير أن الأزهر ظلَّ الرابطة الكبرى بين البلدين، واشتدت الروابط عند فتح إبراهيم باشا لفلسطين واستيلائه عليها (١٨٣٠–١٨٤٠م) فأصبحت تابعة لمصر، ويندر أن تجد عالمًا أو فقيهًا أو كاتبًا فلسطينيًّا منذ القرن الرابع الهجري لم يدرس في الأزهر أو لم يتتلمذ على أحد علمائه.
وقصد المؤلف من هذه الرسالة أن يذكر باختصار أهل العلم والقضاء الفلسطينيين الذين تعلموا في مصر أو استوطنوها أو وفدوا إليها ، والعلماء المصريين الذين سكنوا سكنوا فلسطين ودرسوا في معاهدها وكانت لهم بالبلاد صلة علمية ملحوظة.