المصريون القدماء من أكثر شعوب العالم اهتماما بالبناء ، ولا يقتصر الأمر على الضخامة والكم فحسب ، وإنما تدل العمارة أيضاً على شعور دقيق بالأشكال المعمارية ، وإذا كنا نعجب الآن بما شيدوا من عمائر، نجد فيها صوراً مختلفة من الجمال ، فما من ريب في أن أثرها على المصريين قد كان أقوى بكثير يوم كانت تؤدي فيها الشعائر والمناسك، ويملأ أجواءها عبير البخور، وتتردد في قاعاتها أصداء الأناشيد وأنغام الموسيقى، وترقص في أبهائها الراقصات على نغم الجنك والناي.
على أن ما حفظ من عمائر المصريين ضئيل جداً بالنسبة لما اندثر منها ؛ ذلك لأن من المنشآت ما كان من مواد ضعيفة لم تستطيع مغالبة عوادي الزمن فغدت أطلالا ، وفي العصور المظلمة من تاريخ مصر تعرضت المعابد والمقابر لكثير من الاعتداءات، ونهبت ذخائرها، وخرب منها عدد غير قليل.