العناية بالسياسة ومحاولة التعرف على مذاهبها واستطلاع أسرارها، هي طابع هذا العصر الحافل بالأحداث العظام والخطوب الفوادح، والذي تعاني فيه الإنسانية أزمة من أعنف الأزمات، وتبذل جهودا مضنية، وتقاسي ألما مريرا، وقد تسلطت السياسة على العقول، وتغلغلت على كل منحى من مناحي الحياة، فالضرائب التي تفرض علينا، والعدالة التي ننشدها ونحتمي بها واستتباب الأمن، أو اضطراب حبله في أيام السلم، وإثارة الحروب وما ينشأ عنها من تدمير وتخريب، ومدى ما يسمح لنا به من حرية في العمل أو في القول وسائل مقومات حياتنا وأسس وجودنا، أصبحت كلها تتأثر بالسياسة وتتلون بلونها.