الإنسان كائن مفكر ومتذكر، والمكان ذكرى وشغف واحتياز وانحياز، فقد بجّل الطيني مكانه، ووجد له الوسيلة في إعمار أرضه وتفريغات فنونه وتأويلات مقدساته، وكره الرملي بيداءه، فتداعى البون العاطفي إلى تناشز وصراع أرق تاريخنا وصنع له منهجا وتواترا.
لقد مكثت الجغرافيا أصدق من التاريخ، لا سيما الذي أترع بالتزوير والتبرير والخيلاء والادعاء ؛ فالتاريخ كما الأذن التي تسمع والجغرافيا، كما العين التي ترى ، وبالنتيجة وجدنا أنفسنا منحازين الى المكان الجغرافي، على حساب الزمان التاريخي.