يعرض علينا علينا عالم الآثار الراحل زكريا غنيم تفاصيل جذابة عن كشفه وعن أعمال الحفائر يوما بعد يوم، ويقص علينا قصة البحث، وهي قصة جهاد وكفاح ثلاث سنوات طوال، طريقته في اختيار الموقع، وأسلوبه في التنظيف وعمل المجسات، ومشكلاته عندما كشف عن الجزء الأعلى من البناء ثم الأسفل وعندما دخل حجرة الدفن وعندما فتح التابوت.
و يمدنا بفكرة واضحة عن عملية التنقيب في أرض مصر ويبين كيف أن المنقب يضع نفسه موضع البنائين القدامى ويحاول أن ينفذ إلى عقولهم، مستخدما ذكاءه وتجربته وذاكرته وعلمه وقوة ملاحظته للوصول إلى نتائج تفتح له طريق البحث والعمل، وكيف يعكف على دراسة ما صعب عليه في صبر وأناة وتدقيق، وأخيرا كيف لعب الحظ دورا رئيسيا في الموضوع بأكمله.