قامت بمصر منذ آلاف السنين مدنية عظيمة، وحضارة زاهرة، يقول العلماء إنها أقدم مدنية شهدها العالم، وأعظم حضارة عرفها التاريخ القديم ، ويرجع قيام تلك المدنية وازدهارها، إلى عوامل هامة، هيأتها الطبيعة لمصر .
سيجد القارئ، في هذا الكتاب، معلومات صحيحة تتمشى مع أحدث الآراء التاريخية، كما يصادف حسن تبويب وترتيب وتوفيقاً في اختيار الحوادث وطرق سردها؛ وقد حلى جيد الكتاب بكثير من الصور التوضيحية، والخرائط الدقيقة التاريخية، حتى يفي بجميع الأغراض التي وضع من أجلها.
فيطالع القارئ صفحة من تاريخ هذه البلاد تشع بعناصر الحضارة والمدنية، في وقت ساد فيه الجهل والظلام جهات العالم الأخرى، كما يرى كيف انعكست الآية في أواخر هذا العهد القديم ووقعت البلاد فريسة للغاصب الأجنبي؛ وفي الأولى فخر وقدوة، وفي الثانية عظة وعبرة.