للمدن أهمية كبيرة ومتميزة في مجرى التاريخ وتطور الحضارة الإنسانية، فاستقرار عدد كبير من الناس فيها ينمي بينهم علاقات خاصة ، ويؤدي إلى ظهور مؤسسات اجتماعية واقتصادية وإدارية لتنظيم الحياة فيها بما يحقق الأمن والطمأنينة وييسر النمو الاقتصادي والفكري والحضاري، وقد ظلت تلك المدن منذ نشأتها مركز ازدهار لنمو الحضارات الانسانية.
وتعد مدن البصرة والكوفة والفسطاط والقيروان وبغداد والقاهرة وغيرها من أولى الأمصار الإسلامية وأهمها التي بناها المسلمون الأوائل لأنفسهم ، فلم تكن مدنًا عامرة في بداية تأسيسها، غير أن هذه المدن التي ارتبط تأسيسها بالفتح الإسلامي لهذه الأقاليم سرعان ما أصبحت مدنًا كبرى ، بفضل أسس ومعايير تخطيطها المنظم وإبداع المعماري المسلم في إدخال الهوية الإسلامية في تشييدها .