في زمنٍ أصبحت فيه السُّرعة أسلوبَ حياة مجتمع كامل، واستلمت فيه التِّجارة زمام القيادة على متن القطار الطبِّي، كان لا بدَّ لي من المُبادرة لِكبح الفرامل والتوقف في محطّة الوعي والتفكُّر؛ للعودة إلى الفطرة السّليمة فالصحة نعمة وهي سرُّ السعادة والنجاح، ورصيدنا الأسمى في الحياة. كيف نسمَح لأنفُسِنا بتبديد هذا الرصيد عن طريق تجييش ملايين المعَامل المُصنِّعة للأدوية الصِّناعية المُدمِّرة، وصرف البلايين من الوصَفات الطّبيّة الدّوائية الضّارة كُل يومٍ حولَ العالم؟! الصّحة الجسَدية والسُّم الدوائي نقيضان، فإذا رأيتَ نقيضين يسلكان دربًا واحِدًا لتحقيق هدف مُشترك، فاعلم أنّ أحَدهما خائِن للهَدف ومُتَخَفٍّ تحتَ قناعٍ صُنِعَ لَهُ بإحكام لا يكتشِفهُ إلا من خاضَ الدّرب ذاتَه، واكتشفَ أسرارهُ وخفاياه، وأيقنَ أنّ دُستور التّخدير والتّسويف فيه باطِل، وأن الحل لا يُمكن أن يكونَ فعّالًا دون أن يكون جذريًّا. فالأصل هو العودةُ إلى الجذور في أي مُشكلة واقتلاعُها، وهوَ ما يتبنّاهُ (الطّب الوظيفي)، البحر الواسع الذي غُصتُ في أعماقهِ، وأخرجتُ مكنوناته، وجسّدتها بأبحاث ودراسات عميقة. اليوم أضعُ بين أيديكم خلاصة هذه الأبحاث حتى تعم الفائدة على الجميع.