الجسر رابط بين عالمين يفصلهما شيء ما، مثل قناة مائية، أو وادٍ سحيق. وعلى “جسر الشيخ خليفة” كنت أحس أنه يربط بين عالمين في حياتي تفصلهما فجوة في التصور والإدراك والوعي والنمو الشخصي: عالم ما قبل “الألتراماراثون”، وعالم ما بعده. على الجسر أحسست حضوراً أقوى لذياب وتمارا، ابني وابنتي اللذين لم يكونا قد أكملا سبعة أشهر، فكثيراً ما سأمرّ معهما، إن شاء الله، على هذا الجسر بحكم موقع بيتي، وسوف أقول لهما إنني وقفت ها هنا في لحظة لا تُنسى من الحياة. وحين نكون في مدينة العين الجميلة سأقول لهما إن والدكما صعد جبل حفيت مرتين في يوم واحد. وحين سنمر معاً بسيح السديرة سأقول لهما إن والدكما انتصر على ضعفه في هذا الطريق الموحش، وجرى في جوف الليل مع رجال ونساء لم يكن يعرف أياً منهم، وشرح لهم فكرة “المعاناة الشخصية” التي يتقبلها الإنسان ليخرج منها وهو أقوى وأصلب وأنضج. لديَّ الآن القصة التي سأحكيها لأبناء وطني، القصة التي سأحكيها لابني ذياب وابنتي تمارا لأثير شغفهما، وأحفزهما على اختيار التحدي الذي سينجزانه، ويحكيان عنه لأبنائهما.