عندما تقرأ هذا الكتاب الذي بين يديك فلا تصدق أنه يقص عليك قصة ألفين وخمسمائة قرن من عمرنا على هذه الأرض. وينتقل بك من أقدم حفرية شبيهة بالإنسان إلى نهاية إمبراطورية الرومان. من إنسان جاوة ذي الجمجمة الصغيرة: السميكة وإنسان تشو - کوتیین. الصغير الرأس القوى العظام إلى قياصرة الرومان، ذوى الجمال والرواء.
وفي خلال هذه الرحلة الطويلة التي دامت 250000 سنة انتقل الانسان من الكهف والمغارة إلى القصور الزاهرة. عابرا بحضارات الهند وآشور وبابل ومصر والفرس والاغريق. وهو لا يعبر بهذه القرون كلها مدلجاً خلال شعاب الأحداث، أو مسالك السياسة أو مآسي الحروب وقيام الدول وسقوطها وعداء البشر بعضهم على بعض. أو متعثراً بين أقوال المؤرخين والرواة ومبالغات الكتاب والشعراء. ودعوات أهل الأديان ومطامع أهل الأوطان، بل سائرا بين أطلال البشر ومخلفات الاعصر الحالية، مستهديا بالمعالم التي لا تكذب والآثار التي لا تدعى والأطلال التي لا تستر ما وراءها.