أرادَتْ شهرزادُ للسَّرد أن يقومَ بوظيفتينِ في وقتٍ واحدٍ؛ الأولى تعليق اهتمام شهريار برواية الحكايات له، حتّى لا تسمحَ له بأن يفكِّرَ في قتلِها. وهكذا صار السَّرد يقوم بوظيفة دفاعيَّة. كلُّ قصَّة ترويها شهرزادُ لشهريارَ تعادلُ الحياةَ نفسها. وبالتالي كلَّما زادت شهرزاد من رواية الحكايات زادَتْ فرصُها في الحياة. فالسَّرد هو الحياة نفسها
والوظيفة الثانية هي تخليص شهريار من عقدتِهِ النَّرجسيَّة. لقد أُصيبَ شهريار بعقدة نرجسيَّة لا شفاءَ منها، حين رأى زوجتَهُ تخونُهُ. ولذلك قرَّرَ الانتقام من جنس النِّساء جميعاً. يتزوَّج الجارية في يومٍ، ويقتلُها في اليوم التالي، حتّى لم تعدْ توجد في المدينة نساء. من هنا رأتْ شهرزاد للسَّرد أن يقومَ بالوظيفة الثانية، وهي تخليص الملك السَّعيد من آثار التَّعاسة النَّفسيَّة التي جعلتْهُ عدوانيّاً مشغوفاً بقتل النِّساء البريئات